مكنون الحاكم هو خلق المحكوم
اخى الكريم
ان ما فى سرائر الحكا م وضمائرهم ينعكس على الرعيه ان خير فخير وان شر فشر فحاضرنا الحالى وماضينا الحاضر فى قلوبنا يؤكد هذا الكلام
ففى زمن الحجاج بن يوسف وكان رجلا يعشق سفك الدماء ولايمر عليه يوم دون ان يرى دماء لذلك فان الناس فى زمانه
كانوا يتحاكون فى مجالسهم عن من سفك دمه اليوم اوالبارحه ومن صلب ومن قطع ومن جلد **الى غير ذلك وفى عهد الوليد بن هشام وكان رجل صاحب ضياع واتخاذ مصانع وتوسيع مزارع فكانت احاديث عامة الشعب فى زمانه عن البنيان والضياع والمصانع وشق الانهار وغرس الاشجار**اما فى عهد سليمان بن عبد الملك وكان رجل صاحب طعام ومحب للنكاح فكان حديث الطرقات فى زمانه عن الاطعمه وانواعها وكان طبعهم التغالى فى النكاح والمهور والتباهى بكثرة الزواج ويعمرون مجالسهم بمثل هذه الاحاديث***وفى عهد عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه كان ت مجالس الناس عن القرآن وكم تحفظ منه وكم وردك كل ليله وكم يحفظ فلان وكم يختم وكم يصوم من الشهر وما اشبه ذلك اما فى عهد مبارك فقد غلبت على مناقشاتنا وحواراتنا وسادت مجالسنا احاديث الفساد دفعت للموظف الفلانى مبلغ كذا ليقضى حاجتى العضو الفلانى اخرج فلان من قبضة الشرطه ومعه السموم التى ضبط بها***وننبهربه نعم العضو هو والكل يتحاكى باعجاب عن جراءت المفسد
لذا اعلم اخى الكريم ان خلق الحاكم تنعكس على خلق المحكوم
فماذا عساك ان يكون حديثك ارجو ان يكون خير حديث باختيار خير حاكم